عن جابر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يسأل بوجه الله إلا الجنة » . رواه أبو داود .
فيه مسائل
الأولى : النهي عن أن يسأل بوجه الله إلا غاية المطالب .
الثانية : إثبات صفة الوجه .
الباب الأول خطاب للمسؤول : وأنه إذا أدلى على الإنسان أحد بحاجة وتوسل إليه بأعظم الوسائل ، وهو السؤال بالله ، أن يجيبه احتراما وتعظيما لحق الله ، وأداء لحق أخيه حيث أدلى بهذا السبب الأعظم .
والباب الثاني خطاب للسائل : وأن عليه أن يحترم أسماء الله وصفاته ، وأن لا يسأل شيئا من المطالب الدنيوية بوجه الله ، بل لا يسأل بوجهه إلا أهم المطالب وأعظم المقاصد وهي الجنة بما فيها من النعيم المقيم ، ورضا الرب والنظر إلى وجهه الكريم والتلذذ بخطابه ، فهذا المطلب الأسنى هو الذي يسأل بوجه الله .
وأما المطالب الدنيوية والأمور الدنية وإن كان العبد لا يسألها إلا من ربه فإنه لا يسألها بوجهه .