بو بكر الصديق، السابق إلى التصديق، الملقب بالعتيق، المؤيد من الله بالتوفيق، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في الحضر والأسفار،وضجيعه بعد الموت في الروضة المحفوفة بالأنوار، ، و لم يسم إلى ذروته همم أولى الأيد والأبصار، حيث يقول عالم الأسرار: " ثاني اثنين إذ هما في الغار " ونزل فيه
لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل )
عن بن عباس: أن أبا بكر رضي الله تعالى عنه خرج حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمر يكلم الناس فقال: اجلس ياعمر، فأبى عمر أن يجلس، فقال: اجلس يا عمر، فتشهد فقال: أما بعد فمن كان منكم يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لايموت، إن الله تعالى قال: " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم " الآية - 144 - آل عمران،. قال: والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله عز وجل أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقاها منه الناس كلهم، فما نسمع بشراً من الناس إلا يتلوها.
عن الأسود بن هلال، قال: قال أبو بكر رضي الله تعالى عنه لأصحابه: ما تقولون في هاتين الآيتين؟ " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا " الأحقاف - 13 - " والذين أمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " الأنعام - 82 - قال: قالوا: ربنا الله ثم استقاموا، فلم يدينوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم بخطيئة. قال: لقد حملتموها على غير المحمل، ثم قال: قالوا: ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا إلى غيره، و لم يلبسوا إيمانهم بشرك.
كان لأبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه مملوك يغل عليه فأتاه ليلة بطعام فتناول منه لقمة، فقال له المملوك: مالك كنت تسألني كل ليلة ولم تسألني الليلة؟ قال: حملني على ذلك الجوع، من أين جئت بهذا؟ قال: مررت بقوم في الجاهلية فرقيت لهم فوعدوني، فلما أن كان اليوم مررت بهم فإذا عرس لهم فأعطوني، قال: إن كدت أن تهلكني، فأدخل يده في حلقه فجعل يتقيأ، وجعلت لا تخرج، فقيل له: إن هذه لا تخرج إلا بالماء، فدعا بطست من ماء فجعل يشرب ويتقيأ حتى رمى بها، فقيل له: يرحمك الله كل هذا من أجل هذه اللقمة؟ قال: لو لم تخرج إلا مع نفسي لأخرجتها، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به. فخشيت أن ينبت شيء من جسدي من هذه اللقمة.
عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يقول: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ووافق ذلك مال عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر، ما سبقته يوماً، قال: فجئت بنصف مالي قال: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أبقيت لأهلك؟ قال: فقلت: مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله. قلت: لا أسابقك إلى شيء أبداً.