ahmed hamed عضو مميز
عدد المساهمات : 1617 نقاط : 1913 الموقع : www.rsolalah.yoo7.com
| موضوع: حادث وحديث الأربعاء أغسطس 19, 2009 10:59 pm | |
| حادث وحديث
هذا الحادث المروري مفزع ومرعب وهو ليس ضرباً من الخيال أو تراكبا من الأوهام بل يرويه من شاهده ببصره وبصيرته ننقل كلامه بروحه وآلامه.
قال الشاهد: "كانت السيارة تسير بسرعة تكاد معها أن تلتهم من في طريقها والجميع ينظرون إليها بدهشة وارتياب وما هي إلا لحظات حتى كان سائقها يضغط على آلة التنبيه وهو يقترب من أحد المنعطفات، وفجأة خرجت سيارة أخرى تسير بهدوء وحذر إلا أن اندفاع السيارة الأولى كان شديداً جداً فدارت السيارتان معاً في وسط الشارع .. هز جنبات الطريق وتوقفت معه جميع السيارات على الجانبين .. فالسيارتان المتصادمتان تفرقتا من شدة الاصطدام فأصبحت إحداهما على جانب الطريق الأيمن والأخرى على الجانب المقابل. أسرع أصحاب تلك السيارات مع بعض المارة إلى السيارتين ليروا النتيجة ويحاولوا مد يد المساعدة وإنقاذ المصابين إن كان هناك أمل في إنقاذهم. وما أن وصلوا إلى حيث كانت السيارة الأولى حتى كانت الدماء تتدفق بغزارة من جسد شاب في مقتبل العمر كان قد حُشر بين أكوام الحديد وهو يتخبط في دمائه حيث تمزق جسده واختلط لحمه بعظمه. ساد المكان صمت حزين لم يقطعه سوى صوت إحدى المطربات ينبعث من شريط الكاسيت بمسجل السيارة الذي كان لا يزال يعمل .. وهنا تبرع أحد الحاضرين بالدخول بين تلك الكومة الحديدية فأسكت ذلك الصوت الأحمق. بينما ارتفع صوت أحد المارة يطلب المساعدة لإنقاذ صاحب السيارة الأخرى على الجانب المقابل فأسرع الناس إلى هناك ليجدوا كومة أخرى من الحديد يرتفع منها صوت أنين لشاب آخر لا يزال بين الحياة والموت. فما كان من بعض الحضور إلا أن تعاونوا في إخراجه إلا أن المفاجأة والدهشة كادت تعقد ألسنتهم. فقد سمعوا صوتاً ندياً مطولاً يرجع ترجيع الورقاء في تحنانها وهو يرتّل آيات سورة الفاتحة كاملة. وما أن ينتهي منها حتى يعيدها مرة أخرى. وهكذا استمر الشاب في قراءتها وهنا خنقتهم العبرات وحُبست بين شفاههم الكلمات. وذرفت أعينهم الدموع وهم يرددون (إنا لله وإنا إليه راجعون) في هذه الأثناء وصلت سيارة الإسعاف إلى مكان الحادث لنقل الشاب الأول إلى المقبرة والآخر إلى المستشفى".
وبعد سرد قصة هذا الحادث المؤلم، لنا معك تساؤلات أيها الشاب..
ألست تملك سيارة؟ أليس من ديدنك الذهاب والإياب؟ هل فكرت واستشعرت أن الموت قد يداهمك في أي وقت وفي أي مكان؟
هل تريد أن تكون خاتمتك أن تموت ولسانك متشبعٌ باللغو والغناء أم تريده رطباً بذكر الله؟0
| |
|