يبدو أن رؤساء 17 جامعة حكومية قد أعطوا تفويضًَا مفتوحًا للدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي بالتدخل في شئون جامعاتهم، بالرغم من أن الدستور المصري ينص على أن الجامعات مستقلة؛ حيث سمح رؤساء الجامعات للمرة الثالثة خلال العام الجامعي الحالي وفي غضون مدة لا تتجاوز شهرين بتدخل هلال؛ الذي أعطى تعليماتٍ مشددةً بحرمان المنتقبات من دخول امتحانات الفصل الدراسي الأول بالنقاب؛ رغم إعلان الطالبات عن استعدادهنَّ لكشف النقاب للتأكد من هويتهنَّ أمام المسئولين عن الأمن أو الامتحانات داخل اللجان.
والغريب هو تورُّط الدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة في تنفيذ القرار الجامعي بحرمان المنتقبات من دخول الامتحانات بالنقاب، مصرًّا على خلع النقاب نهائيًّا لزوم دخول قاعة الامتحانات، وأكد لوفد من الطالبات المنتقبات أن النقاب تخلُّف ورجعية، وتحوَّل بدوره إلى مفتٍ في الدين؛ بالرغم من أنه طبيب أورام- حفظكم وحفظنا الله منها- ولكنَّ كرسيَّ الجامعة والحفاظ عليه يتطلَّب أكثر من ذلك!.
السيناريو نفسه تكرر مع الطالبات المنتقبات بجامعات المنصورة وحلوان وعين شمس بتعليمات مباشرة من الوزير، وعلى رؤساء الجامعات مجرد تنفيذ الأمر!.
وكشف مصدر مطلع بمجلس الجامعات أن التعليمات كانت صارمةً من الوزير لرؤساء الجامعات في الاجتماع الأخير، الذي تجاهل شكاوى الطلاب من اختصار مدة امتحانات الفصل الدراسي الأول، وشكاوى أخرى من تكدس الطلاب في مدرجات وقاعات الدراسة بكليات التجارة والحقوق والآداب، وكان التركيز فقط على حرمان المنتقبات من دخول الامتحان بعد أن تمَّ طردهن من المدن الجامعية.
وقال المصدر إن الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي وَجَد في محاربة النقاب وحرمان الطالبات من دخول الحرم الجامعي وطردهن من المدن الجامعية تارة، ومحاولة حرمانهن من دخول الامتحانات نفسها؛ وسيلةً مناسبةً للحفاظ على منصبه، خاصةً أن قراره قد وجد ترحيبًا كبيرًا من الأوساط النسائية الخاصة بجمعيات المرأة ووزارة السكان؛ الأمر الذي قد يساعد على البقاء أكبر فترة ممكنة على كرسي وزير التعليم العالي!.
من جانب آخر أعلن عدد كبير من الطالبات المنتقبات إصرارهنَّ على ارتداء النقاب، مطالباتٍ بتخصيص لجان خاصة لهنَّ مع جعل المراقبين من السيدات، مؤكداتٍ أن اللجوء إلى قضاء مصر العادل سيكون هو الحل إذا أصرَّ وزير التعليم العالي ورؤساء جامعاته على قرارهم الظالم بحرمانهن من دخول الامتحان بالنقاب، وأكدْن ضرورة التصدِّي للعرْي والملابس الخارجة بدلاً من محاربة النقاب