الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فإن أمتنا الإسلامية العريقة غنية بفضل الله بشخصيات لا تكاد ترى لها مثيلا ، ومن ضمن هذه الشخصيات : الإمام أحمد بن حنبل ، ولقد قرأت بعضا من مواقفه التى أعجبتنى ،فأحببت أن أسوقها إليكم ليس من باب الثقافة الذهنية ولكن من باب : اقرأ وتعلم ثم اعمل فالعلم يهتف بالعمل وإلا ارتحل .والآن مع إمامنا رحمه الله تعالى
1- يقول الإمام أحمد عن نفسه وهو يدل على عمق الإتباع " ما كتبت حديثا عن النبى عليه الصلاة والسلام إلا وقد عملت به" ومسنده فيه مايقرب من أربعين ألف حديث.
2- قيل للإمام أحمد ذات مرة : جزاك الله عن الإسلام خيرا ، وكم نسمع هذه الكلمة فى حق أناس ثم هم لايبلغون عشر معشار الإمام أحمد وإن كانوا على خير وصلاح وفضل فقال لمحدثه :بل جزى الله الإسلام عنى خيرا : من أنا ؟ وما أنا ؟
3-نحن نعلم أن الإمام أحمد أوذى بقسوة وعذب بشدة وخاصة فى عصر الخليفة المعتصم العباسى حتى قال أحد جلادى الإمام أحمد : لقد ضربت الإمام ثمانين سوطا لو ضربته فيلا لهدته، ومع ذلك يسامح وكأن شيئا لم يكن، فقد قال أحد أحبابه : بت مع الإمام ليلة فلم أره ينام إلا يبكى إلى أن أصبح فقال الرجل :أبا عبدالله كثر بكاؤك الليلة فما السبب؟قال الإمام : ذكرت ضرب المعتصم لى ثم مر بى فى الدرس قوله تعالى " وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله" فسجدت وأحللته من ضربى فى السجود.
أيها الأحبة عن أى شئ نتحدث؟ هل نتحدث عن التأسى بالحبيب عليه الصلاة والسلام فى كل شئ؟ أم نتحدث عن التواضع وإنكار الذات رغم تقديم الكثير والكثير من أجل نصرة دين الله؟ أم نتحدث عن العفو والتسامح فى قمة من قممه؟ لا تعجبوا من شخصية إمامنا فقد كان معلمه الأول سيد الأئمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وفى الختام اقرأ وتعلم ثم اعمل.